Sunday, December 28

وتتوه القضية.. كالعادة


أكبر تحدي بيواجه المدونين المصريين هو محاولة مواكبة الاحداث الكثيرة والمتلاحقة اللي بتحصل. الهم العام والسياسة بياخدوا مساحة كبيرة من مجمل المدونات المصرية ودا لأسباب كتير. المهم أننا قررنا بدون سابق تنسيق من أي نوع، وفي حالة عشوائية بحتة اننا كشباب بيعبر عن افكاره باستخدام الوسائط الحديثة اننا نتكلم عن أمور عامة، اجتماعية وسياسية في اغلبها، ودا بيعكس احساس بالمسؤولية ووعي، حتى لو كان مشوش وغير ناضج في معظم الأحيان لصغر سن المدونين، لكن ما لا شك فيه هو انه أيا كان نوع هذا الاجتهاد التدويني فهو يعكس نوع من الوعي والاهتمام بمجريات الامور

بداية غريبة للموضوع.. بس كان لازم اكتبها

موضوعي هو مأساة انسانية بكل المقاييس.. تتلخص في ثلاث حروف.. غزة

غزة ليست كلمة
غزة أرض وبشر وقضية لا تسقط بالتقادم
قضية انسانية.. قضية حق في الوجود.. حق في الحياة.. وهذه هي أول حقوق الانسان

أطلقت العنان لدموعي بالامس.. أطلقت العنان لغضبي.. أطلقت العنان لمشاعري البدائية تستحوذ وتنفس عما فاض به قلب اعتصر من الألم

بس أنا كمدونة، دوري هو الكتابة ومخاطبة العقل وليس لعب دور المعددة الذي لا اجيده.. وهي مهنة لها احترامها من تراثنا الشعبي.. وقد تساعد من فقدوا عزيزا في التعبير عن حزنهم واخراج كل شحنة مشاعرهم بشكل مكثف وقوي في نوع من العلاج النفسي.. زي الزار مثلا، كتفريغ لشحنة عاطفية في شكل صاخب يؤدي بعد بلوغ ذروة الانفعال إلى حالة من الهدوء والراحة. ودا اللي بيخلي ناس كتير متعلمة وفاهمة تلجأ لاساليب بدائية للتعامل مع مشاكلهم النفسية والعصبية، لأن احساس الراحة اللي بيتبع هذه الهيستيريا الجماعية بيخدع صاحب المشكلة بايحائة ان المشكلة اتحلت واتبخرت. ولأنه مجرد ايحاء، فسرعان ما يزول أثره وتجد الزار منصوب مرة اخرى بعد فترة، وهكذا

المشهد الذي نراه الآن في غزة هو مشهد متكرر، واسلوب علاجنا له هو ذاته لا يتغير. الشهداء يتساقطون والهيستيريا الجماعية تشتعل في زار من الولولة يصل إلى الذروة ثم يخمد فجأة مثلما انفجر فجأة، وكأن المشكلة قد حلت.. وكأن فلسطين لم تعد محتلة.. وكأن الضحايا لا يتساقطون كل يوم

هل من السماجة ان اكتب مقالا عاقلا في هذا التوقيت السيء؟ هل من الجنون أن اخاطب العقول في وقت جلسة المعددة وتولي كودية الزار لزمام الامور؟ هل من قلة الأدب ألا اساير الهوجة و أن اصدم الناس بكلام قد يكون فارغ في نظر البعض اللي فاكر ان الصريخ والشتيمة هما العمل الفعال وان أي ادعاء لاستخدام العقل هو مجرد سفسطة فارغة أو حتى تخاذل؟ جايز.. وممكن جدا.. واللي يقول كدا عنده حق. بس أنا كمدونة، أولا وأخيرا بأعبر عن آرائي الشخصية، من غير ما افرضها على حد ومن غير ما احاول الايحاء بان كلامي دا هو الصح وهو السليم وكل ما عاداه غلط ويذهب للجحيم

استحملوني شوية عشان اعرف اوضح وجهة نظري. هأحاول أكون منظمة واتكلم على 3 محاور

1- قضية غزة بالنسبالي هي جزء من قضية شعب فلسطين، وليست قضية التيارات والفصائل المختلفة التي تتحدث باسمه والتي تتصارع على زعامة دولة لا وجود لها حتى الآن. أنا انظر لهذه القضية الانسانية من منظور اخلاقي بحت، لا أفرق فيه بين فلسطيني مسلم وفلسطيني مسيحي.. لا أفرق فيه بين اماكن مقدسة اسلامية أو مسيحية.. فلسطين ارض مسلوبة وشعب تمت ابادته ونفيه وسرقة اراضيه واملاكه ودياره لزرع كيان شاذ، لا وجود لمثله في العالم

2- موضوع اني انسى ان اللي بيحصل في فلسطين بيقوم به هذا الكيان الصهيوني المتمثل في دولة اسرائيل واحط اللوم على مصر واقول كلام اهطل سمعته في قناة الجزيرة دا أنا اعتبره يصب في خانة الخيانة العظمى. بس مضطرة اناقشه في ظل المهزلة اللي أنا شفتها في التجني على مصر واتهامها علنيا بالعمالة بعد كل ما قدمته وتقدمه للقضية الفلسطينية. بلدي هزيلة، ضعيفة، مريضة، لكنها شريفة ولا أسمح بتلطيخ شرفها مهما كان.

3- رؤيتي الخاصة للدور الفاعل اللي ممكن تقوم بيه الشعوب العربية بعيدا عن اسلوبها العاجز في التعامل مع ما تقابله من مشاكل وازمات مختلفة بالنواح والاتهامات المتبادلة فيما بينهم بالعمالة والتخوين

واحدة واحدة كدا

أولا: هل حد عنده شك ان الكيان الصهيوني دا كيان اجرامي منعدم الضمير؟ حد يقدر يقول ان اللي تم دا ممكن يكون له أي تبرير من أي نوع؟.. لأ طبعا. دا اجرام منظم بتقوم بيه اسرائيل منذ يوم زرعها في المنطقة، وليست قضية اليوم ولا الامس ولكنها قضية وجود كما قلت في البداية. نحن نريد لفلسطين أن تكون، والكيان الصهيوني المتحامي في القوة الامريكية المتغطرسة يريد ألا تكون.. اذن فقضية الوجود هذه قد تجسدت في صراع بين إرادتين متضادتين. والقضية هي فلسطين.. أقول فلسطين ولا أقول غزة، فمن يريدون ان يستفردوا بغزة ويفصلوها عن الضفة يعملون وفق اجندا لا تمت بصلة للقضية الفلسطينية، بل إن هذا هو نوع من تصفية للقضية الفلسطينية من الداخل، وهنا تكمن الخطورة، فلا يمكن لأي قوى خارجية أن تقوم بتصفية هذه القضية من الخارج. تقسيم فلسطين إلى مناطق خاضعة لسلطات مختلفة ومحاولة تقسيم الشعب الفلسطيني حسب انتماءاته الدينية أو السياسية هو الطريق إلى تحقيق الارادة الاسرائيلية وليس العكس، مهما كانت النوايا

ثانيا: ما تم من زج باسم مصر وتوجيه الاتهامات لها بالعمالة لحساب امريكيا واسرائيل بشكل حقير، لدرجة ان يقول البعض ان ليفني جائت تأخذ ضوءا اخضر من مصر لبدء الاجتياح، هو جريمة أخرى.. المستفيد الوحيد فيها هو من يقوم بعمل هذه الاوركسترا لاستغلال الظرف بكل خسة لاستهداف مصر والضغط عليها.. المستفيد الوحيد هو إيران. ومن المحزن ان ترى الشعوب العربية مغيبة لدرجة تقترب من السذاجة لتتصور ان ايران ممكن ان تكون نصيرة للقضايا العربية! معلش يعني، هو مين اللي عمل الفتنة بين السنة والشيعة في المنطقة؟ مين اللي انهاردة بيقود ويمول الفتنة السنية\الشيعية في العراق؟ هو دا الدفاع عن مصالح العرب والمسلمين؟ الناس عقولها راحت فين؟.. بس أنا مش هأعتمد على موضوع مخاطبة العقول والبناء على معرفة دور ايران في المنطقة، خليني اتلكم بالبلدي زي ما دايما بتكلم

شوفت في مظاهرة كلها على بعضها تلاتين نفر، واحدة واقفة بتكلم مراسل الجزيرة (طبعا) وبتقول بكل فخر "احنا كمصريين بنعتذر لشعب غزة لأن النظام العميل هو اللي تسبب في اللي حصل واحنا ضد ده وجينا نقول كدا".. يا فرحة مامتها بيها بجد
إيه الهبل ده؟ هي مصر بقت دولة عظمى واحنا مش داريانين ولا إيه؟ وفي المدابح اللي قبل كدا ماكانوش بياخدوا الأوكي مننا ليه؟ ولو ما وافقناش، هنعملهم إيه يعني؟ ولا ممكن عايزين يشتروا مننا سلاح متقدم مثلا؟ ولا عايزين يستلفوا قرشين عشان الموضوع مزنق معاهم؟ معقولة يعني التخريف ونظرية المؤامرة الهابلة اللي مسيطرة على دماغنا توصل للدرجة دي؟
وطبعا بقى الناس دي متخيلة مبارك قاعد يتفرج على القتلى والاطفال اللي بتموت وهو فرحان وبيضحك نيااااااااهاااااااهاااااااا
إيه ده؟ الناس دي مش متخيلة هي بتقول إيه وهي عمالة تعيد كلام ورا قناة الحصيرة بتاعتهم من غير ما حتى يفكروا جزء من الثانية مصر هتستفيد إيه لو عملت كدا؟

أهو ظابط مصري اتقتل ع الحدود عشان استباحة دمه، لأنه طبعا مصري خاين وعميل وهو اللي موت الناس في غزة مش الاسرائيلين!

ساعات بحس اننا كعرب مشكلتنا الاساسية هي اننا مش طايقين بعض.. سيبك بقى من اسرائيل دي مجرد تلكيكة.. كله مصر واقفاله في زوره بالعرض، وكله مش طايق اللي جنبه وعايز يهبش فيه وخلاص. ويحضرني دلوقتي المشاهد الخالدة من اجتماعات جامعة الدول العربية، والخناقة الفتاكة بين الرئيس الليبي والملك السعودي وكل واحد منهم بيتهم التاني بالعمالة والخيانة على مرأى ومسمع من العالم. اختشوا يعني.. دا لولا مصر مصدرة نفسها في مشروع الوحدة العربية المنيل اللي مش باينله أي معالم ده كان زمانكم قاعدين تدبحوا في بعض، ولكم في غزو العراق للكويت عبرة

مش هأعيد كلام قلته عن دور مصر وتضحيات مصر.. لكن غريب قوي ان خالد مشعل يطلع يقول قصايد مدح في مصر وأبو مازن انهاردة بيشيد بالدور المصري قدام العالم كله، ويجي كام واحد لا لهم في الطور ولا الطحين يقولوا مصر هي السبب! وبعدين حسن نصر الله كمان عايز يعمل فيها زعيم عربي وقاعد يدي أوامر للمصريين انهم يروحوا يطربقوا الحدود عشان "الأحياء" اللي هما حماس.. يدخلوا يضربوا صواريخهم الصفيح من مصر ويدخلونا في حرب! طب بالذمة فيه حد في مصر يقدر يروح يحرض شعب في أي بلد عربي على النظام بتاعه؟ بلاش الانظمة السياسية.. حد يقدر يحرض اللبنانيين ضد حسن نصر الله اللي فعلا بقى تسبب في حرب وابادة وحشية للشعب اللبناني بسبب عملية غير محسوبة باعترافه هو نفسه؟ ولما هو جدع أوي كدا وعنده صواريخ فتاكة، ما يتفضل يضرب.. هو مش على حدود اسرائيل هو كمان ولا إيه؟ طب يا سيدي احنا خونة وعملا ومنيلين بنيلة، اتفضل حضرتك يا غضنفر انصر اخوتك في فلسطين. ولا إيران ما ادتكش الاذن زي المرة اللي فاتت لما كانت عايزة تهدي الهوجة الدولية اللي قامت ضد برنامجها النووي، وكالعادة بتحارب خارج ارضها وصدرت الشعب اللبناني في وش المدفع عشان يدفع التمن وتستعرض هي نفوذها في المنطقة عشان تكسب كارت في المفاوضات

خلاصة الكلام.. النظام المصري فيه كل العبر.. ومشاكلنا كمصريين مع النظام السياسي مش معناها ابدا اننا نستخدم أي شيء ضده حتى لو اتهمناه بالعمالة والخيانة. احنا عارفين من جوانا ان الكلام ده غير صحيح على الاطلاق وعشان كدا النظام ده مستمر. احنا ممكن نستحمل كتير، ودي طبيعة المصري، انه حمول، ممكن زيادة عن اللزوم ودا السلبي، لكن لا يمكن يستمر تحت نظام يشك في ولائه أبدا. دا احنا أول من قال يا ثورة، واصحاب تاريخ طويل في المقاومة لا يعرفه شعب آخر

ثالثا: أنا مش ضد المظاهرات.. بالعكس.. التظاهر والتعبير عن الرأي دا اسلوب حضاري بينم عن وجود درجة عالية من الوعي والاحساس بالمسؤولية.. لما شعب يتظاهر لادانة العنف والتنديد بالظلم فدا سلوك راقي.. لما نهتم بشؤون شعوب أخرى وندافع عن حقهم في الحياة دا تصرف نبيل.. لكن الوقوف عند ده معناه ان احنا أخدنا شكل التظاهر لعمل نوع من الزار وكل واحد يرجع بيته من المظاهرة مرتاح وحاسس انه عمل اللي عليه، مع انه معملش حاجة. هو عبر عن موقف، لكنه لم يساهم في عمل شيء يدعم هذا الموقف... طب نعمل إيه؟ وقت الكوراث بتكون الاولوية هي التخفيف عن من اصابتهم هذه الكوارث. وبالفعل بيتم نقل للمصابين في رفح وارسال اطباء في مستشفيات غزة لمساعدة الفرق الطبية هناك. ومعتقدش انتم محتاجين اقولكم إزاي ممكن تساعدوا. أنا عارفة ان كتير منكم بيتبرع للاغاثة، لكن ما تجربوا التواجد جنب الناس دي؟ يعني اللي عايز يروح يحارب أكيد مش صعب عليه يروح رفح ويتطوع لخدمة المصابين هناك، ياخد معاه ملابس وأغطية وأكل ويروح بنفسه يكون جنب الناس دي، يحسسهم انهم مش لوحدهم. الامكانيات في رفح مهما كانت أكيد محدودة، وأكيد دوركم هناك هيكون مهم. لكن الأهم هو ما بعد هدوء العاصفة، مش ممكن ننسى اللي حصل كأن شيئا لم يكن وننام بقى لغاية الكارثة الجاية. أعتقد من المهم ان يكون هناك نوع من الدعم المستمر للقضية الفلسطينية واننا نفوق من محاولات بعض الجماعات السياسية للتلاعب بالرأي العام واختزال القضية في ملفات محددة لمصالح لا تخدم الشعب الفلسطيني. لازم يكون فيه جماعات شعبية غير مسيسة، هدفها هو تقديم الدعم بكل أشكاله للقضية الفلسطينية، مش استغلالها والاتجار بمعاناة الشعب الفلسطيني لأهدافها الخاصة. لازم نرجع القضية الفلسطينية لمسارها الصحيح كقضية مصير شعب له الحق في وطنه، وكقضية انسانية بالمقام الأول، وليست حرب دين ضد آخر أو فصيل ضد آخر. طول ما القضية الفلسطينية مخنوقة لأن من يدافعون عنها يدافعون عن اجندات جانبية هتفضل معلقة ومفتتة. الدور الشعبي المصري الحقيقي هو اننا نكون جبهة تعيد القضية لمسارها الصحيح. لكن المجتمع المدني عندنا للاسف ضعيف جدا، فلماذا لا يتم استثمار هذه الشحنة الحماسية لتقوية هذا الاتجاه والبدء بملف القضية الفلسطينية التي تشغلنا جميعا؟

دا مجرد تصور بسيط، لكن أرجو ان الرؤية كلها تكون واضحة بغض النظر عن تفاصيل المقترحات اللي أكيد منكم كتير ممكن يكون عنده افضل منها. لكن المذهب الراديكالي المدمر اللي عايز دم وخلاص، دم مين مش مهم، دا لن ينتج عنه أي شيء سوى الدمار والخراب. مشكلة حماس وحزب الله هي ان المقاومة عندهم معناها اننا نقاتل وخلاص، زي ما تيجي تيجي. مفيش أي نوع من التحرك المدروس أو استطلاع الظروف او دراسة متأنية للوضع، والنتيجة بتكون دايما كارثية لأن الحسابات بتكون غلط. أنا لا أحملهم مسؤولية ان عدونا مجرم، لكن القليل من العقل ممكن أن يفيد. يعني رفض حماس لتجديد التهدئة كان غير محسوب لأن ببساطة الصراع الداخلي في اسرائيل بيخلي كل تيار فيها يتنافس في تصوير نفسه على انه الاقدر على حماية أمن اسرائيل، والولايات المتحدة فيها انتقال سلطة ومش ممكن تتدخل. حماس عايزة تكسب بنط في ظل قرب انتهاء فترة محمود عباس، ودا طبيعي في ظل التناحر السياسي الفلسطيني للاسف، لكن لابد من مراعاة اعتبارات اخرى، ما ينفعش اكون قصير الرؤية لدرجة اني أدمر كل اللي حواليا عشان مكسب سياسي محدود، وبعد كدا أحاول أصور ان اللي عايز يهدي الوضع ويحقن الدماء عميل، وان اللي عايز كل الناس تموت هو اللي وطني ومقاوم! لو المقاومة هي اني الغي الواقع والغي المنطق واحارب لغاية آخر روح ما تطلع، تبقى دي مش مقاومة، دا انتحار جماعي، بس المصيبة ان اللي بيروح فيه ناس مالهمش ذنب، مش بس المنتحرين

وأخيرا.. كلمات الدنيا لا يمكنها تقديم العزاء الواجب، ومهما كثرت الدموع وعظم الألم فلن يكفي للتعبير عن فداحة الجريمة. يبقى الأمل في قلوب عامرة بالخير وعقول واعية وشباب صاحب ارادة يمكنه أن يغير المستقبل

Wednesday, December 3

القاتل ذكر والقتيلة انثى


طبعا كلنا تابعنا الحوادث المثيرة اللي حصلت في الفترة الأخيرة، وقصدي جريمتي قتل سوزان تميم اللي اتهم فيها رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى ومقتل ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها.. وطبعا الدنيا زاطت والجرايد والمجلات ومحطات التليفزيون كانت بتتصارع وتتنافس وتلهث في صراع شرس مع الزمن لارضاء نهم الرأي العام المصري والعربي وسعيه الدءوب للبحث عن فضيحة

ولأن شعور هذه الشعوب تبلد من كتر الهموم والمشاكل وحرق الدم طول اليوم ومشاهدة احداث العنف والقتل وسفك الدماء بجرعات مكثفة على الاخبار يوميا وعلى مدار 24 ساعة، فاصبح من الصعب جدا ارضاء هذا الجمهور.. واعتقد ان لو كان عندنا في مصر مسابقات لمصارعة الثيران مثلا مكانش هيبقالها جمهور، وكان ممكن نعتبرها رياضة فافي

وبجانب كل ده، فإن مجتمعات بتعاني من الكبت والنفاق والخواء الذهني وغياب أي أهداف جادة في الحياة وانعدام لقيمة العمل، بتحصر كل اهتمامها في المظاهر وادعاء الفضيلة والاخلاق اللي بيتكلموا عنها طول الوقت لمداراة حقيقتهم المخجلة، وبيكون عندهم هوس غير طبيعي بشيء اسمه الفضيحة

الفضيحة في مجتمع مريض زي مجتمعنا ده ليها مواصفات خاصة جدا.. مش أي عمل اجرامي أو فعل مخجل بيعتبر فضيحة.. لأ.. بلادة الاحاسيس اللي عندهم دي بتخلي استجابتهم للحدث فاترة ويقابلوها بلا مبالاة شديدة.. إيه يعني لما كل يوم صفحة الحوادث مليانة قتل وسرقة بالاكراه واغتصاب وغيره وغيره؟؟ عادي.. ايه الجديد؟ وإيه يعني تفجيرات في الهند مات فيها 200 واحد؟ وإيه يعني اللي بيموتوا في تفجيرات في العراق كل يوم؟ خلاص.. اتعودنا وبنتفرج وننسى.. وبعدين دي لا تصنف عندنا تحت بند الفضايح لأسباب كتير

مواصفات الفضيحة على الطريقة المصرية

1- ليست فضيحة انهيار منظومة الاخلاق في هذه المجتمعات التي يتغنون بتدينها وفضيلتها ومنظومة القيم فيها.. فالتفجيرات الارهابية على سبيل المثال تفضح التشوه العقلي والنفسي الذي نمت في حضنه هذه الجماعات الارهابية والتي تستخدم نفس الشعار الذي يرفعه المجتمع المحترم جدا في تبرير كل ما يشوبه من عيوب ألقته خارج ركب الحضارة وخارج حركة التاريخ.. تطرف المجتمع دينيا ينم عن جهل بهذا الدين وبما اتت من اجله الاديان بالاساس.. والمغالاة في المظهر الديني ليست سوى ستار يخفي ما بداخل هذا المجتمع من بعد عن أي روحانيات أو قيم حقيقية راسخة في وجدانه

2- الفضيحة يجب ان تكون فردية، فمجتمعنا يرفع الجماعة فوق الفرد، ويستغل سطوته لكبت الحريات الفردية وممارسة شذوذه بشكل علني لأنه يتمتع بالتأييد والمباركة من الجماهير المذعورة اللي عايزة تتحامى في ضل المجتمع ومستعدة تمشي مع القطيع لأنها بتشوف المجتمع بيذل الفرد اللي يخرج من تحت عبايته قد إيه، لأن هذا المجتمع لا يعترف بالاختلاف ولا يحتمل فكرة تمرد الفرد على سطوته التي فرضها عليه بالحديد والنار والتهديد بالفضيحة

3- الفضيحة لازم تكون صارخة وفجة ومشعللة ومثيرة بدرجة تخليها تُشبع نهم المجتمع للتشفي في الشخص المفضوح وتشجع العامة للاجهاز عليه عشان تنهش فيه براحتها.. يعني فضيحة بجلاجل زي ما بنقول.. والجلاجل دي استمديناها من تراثنا الشعبي، اللي كان فيه زمان ايام المماليك اللي يثور على الظلم أو يرفض دفع الجباية أو الضرايب يتحكم عليه انه يركب حمار بالمقلوب أو يتسحل في شوارع المحروسة والمنادي جنبه بيجلجل بجرس عشان الناس تطلع وتتفرج على مصير المجرم.. لكن الجلاجل الحديثة بتاعة احفاد الفراعنة هي عبارة عن التفاصيل المثيرة اللي بتشعلل الموضوع واللي غالبيتها العظمى، ان لم يكن كلها، هي من خيال محرر الحوادث، .. ومن شروط محرر الحوادث في مصر انه يتمتع بخيال خصب جدا ودراية بسيكولوجية الشعب المصري عشان يقدر يقدمله الأكلة المحبشة الدسمة اللي ترضي جوعه للفضيحة

4- الجنس هو عنصر اساسي في الفضيحة.. ماهي الفضيحة ماتبقاش فضيحة من غير جنس.. امال الاثارة هتيجي منين؟ مجتمع غير منتج واغلبه بيعيش حالة من البدائية بعيدا عن الفكر والثقافة والفنون التي تسمو بالروح الانسانية، عايش عشان يرضي غرايزه وشكرا.. ويا ريته عارف يرضيها كمان.. لأ دا مكبوت جنسيا بدرجة شاذة، وعلاجه الوحيد للكبت هو المزيد من الكبت. حتى المتجوزين عندهم كبت، يمكن اكتر من اللي مش متجوزين.. لأن اللي مش متجوز ومكبوت عنده خيال وعنده أمل انه يحققه بعد الجواز، لكن المتجوز عرف اللي فيها، وأمله الوحيد هو انه يخبط في واحدة أويلمس حاجة في الزحمة،أو يشوف فيلم بورنو، ودا آخره.. يا إما يستغل الرخصة اللي مديهاله المجتمع المحترم جدا جدا بتاع احلى من الشرف مفيش ويخون مراته مع واحدة من ادنى المستويات عشان يقدر يعمل معاها اللي خجلان منه مع زوجته المتربية، لأن الحائط النفسي اللي جعل من الجنس تابوه محرم وربطه بمفاهيم كلها بتحط من هذه الغريزة باعتبارها دنس وقرف وفحش وفجر، بيخليه مش قادر يتخلص من العقده دي مع مراته، اللي هي كمان شايفة العملية الجنسية كواجب عليها لغرض معين وان الاستمتاع بالجنس دا شيء مشين واللي عايزة تستمتع بالجنس دي لازم تكون ست من اياهم، لكن المتربية دي بتعمل كدا عشان جوزها وانجاب الاطفال وبس.. يعني بنات وولاد وستات ورجالة وكبار السن كمان عندهم مشاكل جنسية، والهوس الجنسي بيشغل مساحة كبيرة من تفكيرهم فبيبحثوا عنه في كل شيء وأي شيء

5- الفضيحة انثى.. لأننا مجتمع ذكوري، يتمتع فيه الذكور بمساحة من الحرية الجنسية، بتعتبر الزنا والتحرش شقاوة.. والخيانة الزوجية فحولة وأكيد أكيد الزوجة هي الل غلطانة وهي السبب ان جوزها بص برة، لأن زي ما احنا عارفين الراجل مش ممكن يغلط ابدا ولا يكون عديم الاخلاق ولا خسيس ولا أي حاجة من دي. دا يا عيني بيخونها مضطر وهو الدمعة هتفر من عينه.. فطبعا في ظل هذا الترخيص الذي منحه المجتمع للذكر ليتخطى به اسوار اكذوبة التقاليد والفضيلة والاخلاق، حتى انه جعله يتخطى الاوامر الالهية والاديان في هذا الخصوص، فقد تم اخراج الذكر من مفهوم الفضيحة.. مش مهم.. الرجل معندوش غشاء بكارة يبقى مين هيعرف؟ ربنا غفور رحيم يعني وعادي وف اللذيذ، المهم البنت.. هي دي الفاجرة اللي عندها غشاء بكارة ولازم تتكفن وهي عايشة وتتدبح لو مجرد حد اتكلم عليها، مش مهم بقى مظلومة مش مظلومة مش شغلنا.. دي عرض الراجل، وهو دا المهم.. الراجل يعني يمشي من غير عرض؟؟ معقولة؟ دا حتى ما يصحش.. الناس تقول عليه إيه؟.. يعني الراجل عديم الشرف اللي داير زي الكلب يتحرش في دي ويعاكس دي ويبصبص لدي ويزني مع دي مالوش شرف، فلازم يدورله على كيان يسقط عليه كل قرفه ومرضه النفسي واحساسه بالعار عشان يشييله الدلعدي شرفه، وطبعا هيلاقي مين يعمل فيه كدا غيرالحيطة المايلة، الدرجة عاشرة في المجتمع؟.. الانثى.. مصدر الفضيحة والعار.. هو فيه غيرها؟ هي دي اس البلاوي كلها

6- الطبقة العليا والمشاهير هم صناع الفضايح.. لأن طبعا اغلبية المجتمع عندنا بتتدرج بين الطبقة الوسطى للفقرا والمعدمين، فلازم تتم مجاملة هؤلاء.. وتبقى كل المسلسلات والافلام بيلعب فيها الغني أو حتى مجرد الميسور ماديا دور الشرير والمجرم والفاسد والحرامي والنصاب والمنحل اخلاقيا، والستات من هذه الطبقة طبعا كلهم هشك بشك ومفتريين وفاسدين وطماعين وانتهازيين وفيهم كل البلاوي.. لكن الفقير دا الملاك.. النسمة.. المتدين اللي عارف ربنا.. الطيب الغلبان.. اللي عنده كرامة وكبرياء وشهامة.. مش فافي ومهيس وقليل الرباية زي ابن الراجل الغني الحرامي. هذا النفاق المجتمعي اللي للأسف اصبح سمة في حياتنا لن ينفي ابدا العلاقة بين الفقر والجهل والجريمة. أنا اتكلمت عن مجتمع الاحياء الشعبية قبل كدا وما افرزته ثقافتهم من تشوهات في المجتمع وانحطاط اصاب الذوق العام.. وطبعا اغلب الجرايم بيرتكبها هؤلاء ومن ينتمون إلى الشرائح الدنيا في المجتمع.. لكن التصريح بده بيزعل.. مش بس لأننا بنحب النفاق ولازم نمشي في ركاب الاغلبية، لكن لاسباب سياسية كمان خلت الفقر دا سمة من سمات المجتمع وعايزاه يتعايش مع حالته دي لأنها لا تملك تحسين وضعه ولن تستطيع فعل ذلك في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب، ويصبح الحل هو استغلال حالة النفاق اللي موجودة في المجتمع لإلهاءه عن واقعه وعن البحث وراء الاسباب الحقيقية التي ادت به إلى هذا الحال، ومن أحسن الاسلحة التي يمكن الاعتماد عليها هي حواديت الغني الحرامي والفقير الطيب، وفضائح اصحاب المال والمشاهير

7- أكل لحم الموتى.. ولأن الموتى مسالمون لا يتكلمون فإنهم اختيار مثالي لصنع الفضيحة أم جلاجل.. ما بالكم لو كان الميت دا هو واحدة مشهورة وماتت مقتولة؟؟ ماهي بدل واحدة ست واتقتلت يبقى لازم تستاهل القتل والدبح، ولازم طبعا تبقى ماشية على حل شعرها، ولازم تتقطع حتت وراسها تنفصل عن جسمها ولسانها يتقطع وتتفرتك وتتنشر صورها عشان المجتمع الطيب البريء اللي ما يعرفش الحاجات الأياه دي ياخد عبرة ويعرف يشكم البنات اللي فيه كويس. القتيلة الانثى دي تبقى فرخة بكشك بالنسبة للصحافة والاعلام المرئي وقعدات النميمة، خصوصا في ساعات العمل.. أصل احنا شعب بيحب شغله أوي ومتفاني في عمله وفي اتقانه زي ما كلنا عارفين.. شعب منتج منتج يعني.. فتلاقي قعدات النميمة دي ما تحلاش إلا لتضيع ساعات العمل المملة اللي بيقعد فيها الموظفين متيسين في وش بعض، والموظفات يبصوا في الساعة ويغنولها يا ساعة الوقت اجري خليني اروح بيتي بدري.. ويا سلام بقى لما واحدة تكون جايبة معاها جرنال ولا مجلة عشان ياخد الدورة بتاعته ع الحبايب ويتباحثوا ويتناقشوا ويتحاوروا ويبدعوا ويتألقوا في التعليق على التفاصيل واضفاء المزيد من المحسنات البديعية عليها والأحكام على شرف الضحية اللي بتطلع زي الرصاص، "وأدي أخرة المسخرة وقلة الأدب".. الحمد لله احنا فلة.. احنا مفيش احسن مننا، دا احنا ملايكة ناقصلهم جناحات.. انما بنات اليومين دول عايزين الحرق يا اوختشي

منكم لله.. منكم لله يا مجتمع مريض.. ياللي بتخوضوا في اعراض الناس وانتم بيتكم من ازاز.. ياللي اكبر هواية عندكم هي انكم تنهشوا ف لحم بعض.. ياللي بتفرحوا في مصايب الناس وتزعلوا في فرحتهم وتحقدوا عليهم.. ياللي ما تمسكوش جرنال غير عشان تشوفوا اخبار الفضايح وتبقوا ساعاتها مثقفين أوي وكل واحد شايل جرنال ماشي بيه كأنه سلاح التلميذ.. إيه ده؟ إيه القرف ده؟

اللي نشرته الجرايد عن هبة ونادين دا قمة السفالة والحقارة والقذارة والخيال المريض.. لكن العيب مش عليهم، العيب على مجتمع أكل لحم الموتى.. مجتمع مقزز في عنفه وفجاجته وفساده والدمامل المتقيحة اللي طالعة منه في كل حتة ومع ذلك بيدور على فسفوسة يعمل منها فضيحة

مش متخيلة ازاي اللي علقوا على الكلام دا بكلام كله شماتة وتشفي يبقوا بني آدمين؟ وسلالة الكلاب من نباحين الصحف اللي يبيعوا شرفهم وانسانيتهم ويستغلوا هذا السعار العام لتحقيق ارباح وزيادة توزيع زبالاتهم، دول إيه دول؟ إيه ده؟ إيه القرف اللي احنا عايشين فيه ده؟

حصلت ناكل في بعض بالشكل ده؟ اخلاق إيه ومجتمع محافظ إيه وتقاليد إيه وزفت إيه على دماغكم؟ وبتنهشوا ف مين يا متخلفين؟ إيه يعني بنت فنانة؟ ويا ريتها مثلا فنانة بتاعة فن هابط عشان تكون عندكم شحنة الكره دي ضدها!! بنات بين ايدين الله تعملوا فيهم كدا ليه؟ وإيه آدي اخرة الانحلال والبعد عن الدين؟.. اسم الله عليكم وعلى تدينكم اللي مقطع بعضه!! دول بناتكم يا متخلفين!! لحمكم ودمكم.. البنت اللي انتم هريتم نفسكم في الحقد والتشفي فيها لمجرد ان قالوا عليها في الجرايد انها ثرية وعايشة في فيللا لوحدها وجابت عربية ب40000 للبوي فريند بتاعها طلعت بنت عادية، زي بناتكم اللي انتم كرهتوهم في عيشتهم. عايشة حياة عادية من شقى اهلها اللي راحوا يدوروا على لقمة العيش زي ملايين من الغلابة في البلد دي.. اجرمت في إيه؟ انها عايزة تتعلم؟ انها مصاحبة بنت مطربة؟ انها اتقتلت على ايد حرامي خاف من صريخها يفضحه؟؟

لأ وياريت صريخها واستغاثتها عملت حاجة.. دي الجارة اللي افتكرت نفسها هتبقى نجمة في الاعلام وقالوا انها هي اللي كشفت المستور واللي كان بيحصل من حفلات وسهرات في الشقة اللي تمت فيها الجريمة، بتقولك قال خير اللهم اجعله خير، قال صاحية تصلي الفجر سمعت صوت خناقة.. يا عيني على التدين والورع!.. سامعة استغاثة جارتها وقعدت تسمع كدا كأنها مزيكا ولما الاصوات سكتت قال راحت تصلي وتنام.. يا عيني!! اللهم قوي ايمانك يا شيخة!!.. لأ صحيح مصر بخير يعني. وأبو زميلتهم في الجامعة، اللي كمان راح يصلي الفجر في نفس اليوم، سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إيمان وتقوى يقطعوا القلب. قال برضه للصحافة انه لما رجع من صلاة الفجر عرف باللي حصل من زوجته، اللي أكيد كانت صاحية هي كمان عشان تصلي الفجر، وان بنته كانت مع هبة ونادين في نفس الليلة لكنه كلمها في التليفون الساعة 11 وقالها ارجعي يا حبيبتي من الشقة البطالة بقى الوقت اتأخر

مش ممكن اللي أنا شفته دا؟؟ كمية سادية وتفاصيل مقززة وخيال مريض ما يطلعش غير من حثالة معدومين الضمير، مش شايفين في القتل بالطريقة البشعة دي أي جريمة أو فضيحة، وراحوا يلفقوا الفضيحة للمجني عليهم لمجرد انهم بنات وكانوا قاعدين لوحدهم!! يعني لو كان اللي اتقتلوا دول شابين، كان خبر قتلهم دا اتحول لفضيحة؟ أو لو كانوا حتى شابين بيعملوا حفلات وبيجيبوا بنات وبيعربدوا ويضربوا مخدرات وخمرة وكل اللي ممكن يخطر على بال حد، كان حد اعتبر دي فضيحة؟ كان حد شمت فيهم وقعد يكتب درس في الاخلاق والتربية وهو اصلا آخر واحد يتكلم في الامور دي؟

والد البنت المسكين اللي اتكوى بنار الغربة عشان يعيش ولاده ويعلمهم احسن تعليم يرجع يلاقي بنته جثة، ومع ذلك محدش رحمه.. معقولة أب يطلع في التليفزيون عشان يقول بنته بكر؟؟؟ مش عارف ياخد واجب العزاء فيها؟؟ وتبقى مصيبته في شرف بنته اكبر من مصيبة قتلها.. والمفروض انه يعيش بالعار عشان المجتمع والصحافة القذرة اصدروا حكمهم عليها بالاعدام بعد ما اتقتلت!! أنا مش مصدقة

أنا احترمت الراجل لأنه طلع في التليفزيون يدافع عن شرف بنته اللي نهش فيه الكلاب.. ما استخباش وقال يا حيطة داريني كفاية فضايح.. راح وهو واثق من براءة بنته لأنه عارف رباها ازاي، وانها حتى لو عايشة في قصر وحدها هتفضل هي بنته باخلاقها وتربيتها. لكن مين يرحمه في وسط مجتمع تحول إلى وحوش غير آدمية؟.. تاني يوم يطلع كلام أقذر من اللي اتقال قبل كدا وكأنهم خايفين دموع الأب المكلوم تصحي ذرة انسانية وسط الناس وتخليهم يبطلوا يشتروا ورق التواليتات بتاعهم

نفترض ان الحرامي دا ماكانش اتمسك، ودا وارد جدا.. كان الوضع هيكون إيه؟ العيلة دي تعيش ازاي وهي سمعتها على كل لسان؟ يترحموا على بنتهم ازاي بعد ما كانت سبب في عارهم وفضيحتهم؟ كانوا هيفضلوا موصومين طول حياتهم؟

لو المجتمع هيموت على واحدة مومس يرميها باحجار قبحه وفساده واحقاده وعنفه وازدواجيته، فإليكم الموامس الحقيقيين وهم الصحفيين اللي قعدتم تريللوا على الكلام اللي كانوا بيسرحوا عليكم بيه.. وإليكم القوادين اللي اداروا هذه الدعارة الجماعية باقتدار من رؤساء تحرير هذه الصحف اللي مش هاممهم ينشروا فكر ولا ثقافة ولا وعي لهذا المجتمع الجاهل، وكل همهم هو التربح من الاثارة ولو على حساب تفشي المزيد من المرض والقبح واللاانسانية في هذا المجتمع. بجد كان استعراض عضلات واستعراض لرجولة هذا المجتمع الذكوري.. والجايزة مناصفة بين الصحافة وزباينها بتوع جلسات النميمة

الفضيحة اللي بجد هي فضيحتكم انتم .. انتم صناعها وانتم نجومها

يا من تمجدون القاتل لأنه ذكر وتلعنون القتيلة لأنها انثى

انتم ابشع فضيحة