Monday, November 24

رأس الأفعى


شهدت منطقه عين شمس تجمع مئات المسلمين بعد صلاة العشاء، أمام أحد المنازل التى حولها أقباط المنطقة من مصنع ملابس داخلية إلى مكان يقام به شعائر مسيحية باسم الكنيسة، وهتف المتجمعون أمام المنزل "الله أكبر" "الله أكبر"، حتى تجمع الأمن حولهم وقاموا بتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع، مما دفع المتظاهرين إلى إضرام النار فى سيارة "دوجان" لأحد المسيحيين.

وحضر إلى مكان التجمهر اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، كما حضر إلى المنطقة 50 عربة أمن مركزى، و3 عربات مطافئ، و10 عربات مصفحة حاصرت المنطقة.

وأكد مصدر أمنى لليوم السابع، أن الفتنة التى حدثت مساء اليوم الأحد، بمنطقة عين شمس، كان سببها محمد يوسف أبو حسين، وينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تجمع مئات المصلين أمام عقار تحت الإنشاء، بعد أن أشاع هذا الشخص بأن الأقباط سيقومون ببناء كنيسة بدلاً من العقار.

وأكد المصدر، أن قيادات الشرطة انتقلت إلى موقع الحادث، وتمت السيطرة على الموقف تماماً، مضيفاً أن محافظة القاهرة هى الجهة التى يمكنها أن تحدد أن الأرض مخصصة لبناء منزل أو كنيسة وفقاً لتراخيص البناء

نقلا عن جريدة اليوم السابع

............................

أظن من الصعب تقييد قضية الفتنة الطائفية في مصر ضد مجهول.. لأن كلنا عارفين المجهول ده يطلع مين.. مش محمد يوسف ابو حسين.. دا مجرد دمية مش أكتر، بتحركه الأفعى اللي بتبث سمومها في مصر من ساعة الصفقة المشؤومة اللي عقدها معاهم النظام السياسي في يوم اسود على هذا الشعب الطيب، الشعب العظيم الذي كان مضربا للامثال في التسامح والتعايش.. الذي طالما حسده الحاقدين على وحدته وصلابته في مواجهة الفتن

نظرية فرق تسد مش جديدة.. والاستعمار حاول يلعبها علينا كتير وماعرفش.. يمكن عشان المصري الفتك الفهلوي عارف ان الخواجة مش ممكن يكون عايز مصلحته، وانه لما يوزه على جاره ويحاول يقلبه ضده يبقى أكيد الموضوع فيه انة.. لكن يا عيني الفتك دا مش عارف ان الشجرة اللي طرحته طرحت نبت شيطاني، بينفذ انهاردة نفس المخطط اللي فشل فيه المحتل على مر تاريخ مصر

الفتنة دي صناعة محلية 100%.. محدش يقولي الفيلم الهابط بتاع الصهيونية واستهداف مصر.. مصر طول عمرها مستهدفة، ودا قدرها.. لكن الاستهداف شيء والخيانة شيء تاني.. الطعن في الضهر شيء تاني.. الغدر شيء تاني.. بيع الوطن شيء تاني.. واللي شعاره طظ ف مصر دا مش صهيوني ولا تبع الامبريالية الغربية.. دول للاسف من أهل البلد دي.. وشايلين جنسيتها

أنا اتكلمت عن موضوع الفتنة الطائفية وشرحت المخطط الاخواني الوضيع ده بشكل مبسط للي عايز يفهم.. مش عارفة هنفوق امتي؟؟ هنصحى ونتحرك عشان ننقذ بلدنا من النفق المظلم اللي بيدفعوها ناحيته امتى؟؟ هننتشل وطنا من المستنقع اللي وقع فيه دا امتى؟

الفاعل مش مجهول

الفاعل ملء السمع والبصر ومحاصرنا ف كل حتة

يا ترى هنفضل نتفرج عليه وهو بيدمر بلدنا؟

يا ترى هنفضل خايفين من ارهابه ومستحملين اكاذيبه وادعاءاته وخيانته؟

امتى هنطهر بلدنا من المرض ده؟ امتى هنتصدى للوباء ده ونعمل حاجة ولو صغيرة أوي عشان نقول اننا بنحب البلد دي؟

امتى هنمتلك الشجاعة اننا ننقذ الاسلام من ايديهم بعد ما شوهوه بألف شكل وألف لون وألف جريمة بينسبوها ليه؟

.............

فيها إيه لو اتبنت كنيسة ولا عشرة ولا مية ولا ألف؟؟
مش دي بيوت للعبادة وذكر اسم الله؟

حصلت نتهجم على الناس في بيوتها وهي بتتعبد لله؟؟ وازاي يتم ترديد اسمه اثناء القيام بجريمة بهذه الخسة والوضاعة؟
أين ذهبت عقول المصريين؟؟ أين ذهبت اخلاقهم؟؟
نفترض ان التعبان الاخوانجي دخل يوسوس.. فين عقولنا؟؟ فين ضميرنا؟؟ فين قلوبنا اللي كانت دايما عمرانة بالخير والحب والايمان؟؟

بعتوا الاسلام يا مسلمين؟
بعتوه بالرخيص.. رخيص أوي
واستحقيتم ما وصلتم إليه
مجرمين.. سفاحين.. ارهابيين

لكن ذنب الاسلام إيه تلطخوا اسمه معاكم؟؟

روحوا ادبحوا واحرقوا وخربوا واكرهوا واعملوا كل الافعال الاجرامية.. بس بلاش تجيبوا اسم ربنا على لسانكم.. بلاش تدنسوا دينكم
...........

أما اللي لا هما اخوان ولا هما مسلمين.. فده المتوقع من حثالة امثالكم
يا احقر من انجبت مصر

لستم اخواننا في شيء.. جاري المسيحي الخلوق التقي هو أخي.. معه اتقاسم هموم هذا الوطن.. وقلبنا على نبض واحد وأمل واحد ورجاء ان يزيح الله عنا كابوسكم القميء

Monday, November 17

مصر بتتجلد


من ساعة ما قريت خبر الحكم على الطبيب المصري بالسجن 7 سنين والجلد 1500 جلدة وأنا عندي اكتئاب واحساس فظيع بالاهانة.. حاسة ان كل جلدة بتنزل على ضهري أنا

نشرت مقال الدكتور علاء الأسواني لأنه قال كل اللي كنت عايزة أقوله ومش قادرة.. مش قادرة اكتب عن مصيبة وكارثة انسانية بالبشاعة دي.. كل ما كنت احاول اعبر عن الألم اللي جوايا كانت ايدي بتقف واحس بنفسي بيضيق واني مش عارفة ألاقي كلام. مقال الدكتور الأسواني، ومقالات تانية كتير الحقيقة كلها ممتازة، تناولت الموضوع من زوايا عديدة

انما اللافت للانتباه ان اللي بالك بالك، جماعة الشوم والندامة، عرة البشر، اللي قاعدين وسطينا وعاملين نفسهم مصريين وهما عرر وواطيين.. حاطين جزمة وسخة في بقهم ولا حد فيهم جاب سيرة الموضوع ده لا من قريب ولا من بعيد!! خير اللهم اجعله خير! فين الجاعورة اللي مفتوحة على آخرها على اتفه وابسط الامور؟؟ فين الاستجوابات بتاعة الكلكيعة البرلمانية الذرية المكوكية اللي فالحة بس في الهيافة وعمل استجوابات على افلام السينما اللي مش على ذوق الجماعة!! مفيش استجواب ليه؟ مفيش تنديد ليه؟ مفيش مظاهرات في الجامعات ليه؟ دول طلاب المحظورة كل يوم بيعملوا مظاهرة على اهيف حاجة.. دا لو حد مسك صوباع أخ فيهم الدنيا بتقوم.. دول بيتنشقوا على أي حاجة يعملوا عليها مناحة وجنازة يشبعوا فيها لطم.. وشعارات م اللي قبلك يحبها.. ويا أمة الاسلام قومي وانتفضي عشان الاخوان مش عارفين يعلقوا بوسترات في الجامعة!! وجيش صامدون يعلن الحرب عشان كام صايع م العيال بتوعهم اترفد. لكن لما الموضوع يمس اولياء نعمتهم اللي بيقبضوا منهم، يحطوا ف بقهم صرمة قديمة ولا حد يسمعلهم حس

جاتكم القرف.. ربنا يخصلنا من نفاقكم وعمالتكم وسمومكم يا جماعة الطابور الخامس. طبعا حبيبكم تبلعوله الزلط وتعملوله خدكم مداس كمان، ولو على حساب كرامة بلدكم ودم واحد من اهلكم.. اخص.. اتفووووو.. مستحيل تكونوا مصريين.. مستحيل تكونوا بني آدمين أصلا. يا عرر!.. اللي بيحصل في الدكتور اللي راح يشتغل بشرف في بلد ما تعرفش حاجة عن الشرف دا ممكن يحصل لأي حقير فيكم.. ساعتها للأسف هيلاقي كل مصري بيدافع عنه وحاسس بالظلم والاهانة كأنه هو اللي مسجون وهو اللي بيتجلد.. هيلاقي كل مصري بيضغط على الحكومة عشان تنقذه وتردله كرامته.. يالي ما تعرفوش حاجة عن الكرامة.. يا لاحسين الاحذية يا حثالة.. كان يوم اسود يوم ما اتزرعتم وسطينا.. نبتة قذرة وعايزة الحش من جدورها

إلهي تتكتموا كدا إلى أبد الآبدين.. خلاص القطة بلعت لسانكم دلوقتي؟؟.. مش عارفين يا متدينين بالقوي، يا بتوع قال الله وقال الرسول، ان الساكت عن الحق شيطان أخرس؟؟.. بس هأقول إيه؟ ما انتم عارفين حقيقة نفسكم.. دا الشيطان انضف منكم.. عمركم شفتم شيطان ندل بيبيع أهله؟.. عمركم شفتم شيطان بيلحس الجزم زي الكلب لحسن السبوبة تنقطع عنه؟؟.. انتم مرض.. سرطان.. عايشين وسطنا ليه؟ احنا كلنا زي ما انتم شايفين ضالين ومنيلين بستين نيلة.. روحوا لحبايبكم اقعدوا ف حضنهم وفارقونا.. قولولهم الشرع مافيهوش حاجة اسمها 1500 جلدة.. علموهم من علمكم الواسع با جهابذة.. قولولهم ان حتى الجاهلية ماكانش بيحصل فيها كدا.. قولولهم ان ربنا أمر ان الحكم بين الناس يكون بالعدل.. ولا انتم شايفين ان كلام الاسياد اللي بيمولوكم فوق كلام ربنا كمان؟.. فارقونا لو عندكم ذرة ضمير.. كفاية بقى

جلدة ورا جلدة نازلة على جسدك النحيل يا مصر.. جلدة ورا جلدة بتقطع في لحمك.. وكل نقطة دم بتصرخ وتبكي على كرامة وطن عظيم، شاء القدر انه يعاني من كبوات كتير، لكن لأنه عظيم كان دايما بيقف تاني ويرفع راسه بكل فخر.. إنما المصيبة لما الضربة تيجي من جوا.. ضربة جبانة وقذرة.. والمصيبة انها لابسة عباية الدين عشان تداري على قذارتها وتعفنها وخيانتها ليكي

خيرك يا مصر كان دايما لغيرك.. كان الأول بالغصب والاحتلال والاستعمار.. وأول ما استقليتي جريتي توزعي خيرك على اللي حواليكي، لكن الواطي هيفضل واطي.. هي دي طريقته في رد الجميل.. (ولا أقصد هنا الشعب السعودي المغلوب على أمره، بل أقصد نظام آل سعود) مش كفاية انه زارع عصابة عشان يقضي على حضارتك، عديم الأصل هيفضل يحقد عليكي.. فاكر ان فلوسه هتشتريله أصل.. لكن ولا فلوس الدنيا هتنضف الجلخ اللي جواه.. قلبه اسود سواد الزيت اللي منقوع فيه. لكن حقك هيرجع.. والله هيرجع.. وهنطهرك من كل قراضة عمالة تمص في دمك.. وساعتها هنقدر نعمل تغيير حقيقي واحنا مش خايفين.. وهنعمل تطوير وتحديث وعلم وثقافة وفن وتاخدي حقك يا غالية.. ياللي الزمن جار عليكي كتير

إلى كل الحثالة المتخاذلين.. انتم وجهين لعملة واحدة.. عملة مزيفة.. وزي الطفليات ودودة البلهارسيا كل واحد فيكم ماسك ف غيره عشان يطول عمره وينهش ف البلد دي.. كل واحد فيكم واخد رئة صناعية عشان يفضل كاتم على نفسنا.. واحد رئته هما المحظورة اللي عاملها فزاعة عشان يمنع الديمقراطية وتداول السلطة، والتاني رئته هي فلوس الجاز.. القضاء على هذه الجماعة المسمومة هو السبيل لتحرير مصر.. لازم نحرر مصر من الخطر الداخلي اللي بيعمل على هدمها بالغزو الثقافي وضربها بجرثومة الرجعية.. وفي نفس الوقت نكون بنقضي على حجة النظام في عدم تطبيق الديمقراطية، ونحرمه من الفزاعة اللي ماسكها للشعب وللقوى الخارجية

فمتى نتخلص من هذا الكابوس الجاثم على صدورنا؟

Wednesday, November 5

آخر ضحايا التدين البديل


مقال هام للدكتور علاء الأسواني
جريدة الدستور
5 نوفمبر 2008

حدث ذلك فى العام الماضى ..

كنت فى لندن عندما ثارت ضجة كبرى حول أحد المسلمين من أصل باكستانى وهو مولود فى إنجلترا ويحمل الجنسية الإنجليزية .. فقد ألقى هذا الشخص خطبة الجمعة فى أحد مساجد لندن فأعلن على المصلين أن إنجلترا ليست إلا واحدة من بلاد الكفار , وأن المواطن الإنجليزى المسلم يجب أن يرفض أداء الخدمة العسكرية فى الجيش الإنجليزى الكافر ...

وأن عقوبة المسلم الإنجليزى الذى يقبل التجنيد أن يتم ذبحه بمقتضى الشريعة الإسلامية .

وقد إستعمل الخطيب كلمة يذبح بدلا من يقتل ليؤكد أن حكم الشرع هنا هو قطع الرقبة ...

بالطبع تم القبض على هذا الخطيب وتصدرت كلماته الصحف الإنجليزية جميعا ..

وكانت هذه الواقعة بمثابة هدية العيد إلى الكتاب الصهيونيين والمعادين للإسلام فإنهمرت التعليقات حول دموية الإسلام وتشجيعه للإرهاب.

وقلت لنفسى أن هذا الخطيب المتطرف الجاهل سوف يلقى أقصى عقوبة فى القانون البريطانى وهو يستحقها بالتأكيد , فهو يعلن إحتقاره لبلاده التى يحمل جنسيتها ويحرض الشباب على رفض الخدمة العسكرية ثم يحرض الناس على ذبح الجنود البريطانيين المسلمين , وهذه الدعوة العلنية للقتل تأتى بعد أن تعرضت إنجلترا إلى هجمات إرهابية أدت إلى مقتل العشرات من الأبرياء ..

كل هذه العوامل جعلت عقاب هذا الخطيب مؤكدا ومفهوما بالنسبة إلىّ , لكننى بينما كنت أشاهد نشرة أخبار الساعة الخامسة فى التليفزيون , فوجئت بخبر الإفراج عن الخطيب المتطرف دون توجيه تهمة .! وقد صرح القاضى الإنجليزي الذى أفرج عنه بأن ما دعا إليه الخطيب من قتل المجندين المسلمين لايشكل تهمة تحريض على القتل , لأنه لم يدع إلى قتل شخص بعينه ... ومن ثم فإن دعوته العلنية إلى القتل , برغم وحشيتها ، لا تخرج عن كونها مجرد أفكار والقانون البريطانى لا يعاقب الناس على أفكارهم .

تذكرت هذه الواقعة وأنا أقرأ عن المأساة التى يتعرض لها الآن الطبيبان المصريان شوقى عبد ربه ورءوف أمين، فقد إتهمتهما السلطات السعودية بإعطاء بعض الأدوية المهدئة إلى أميرة سعودية مما تسبب فى إدمانها المخدرات . والتهمة غائمة غير محددة وتحتاج إلى تحقيق طبى متخصص ومحايد ، خصوصا أن الأميرة كانت مدمنة للمخدرات قبل أن تبدأ العلاج مع الطبيبين ...

وفى كل الأحوال فإن من حق أى متهم أن يحظى بمحاكمة عادلة ...

لكن السلطات السعودية إعتبرت أن بلاغ الأميرة عنوان الحقيقة ، فالأميرة السعودية عندهم منزهة عن الكذب .وبالتالى تم القبض على الطبيبين المصريين وضربهما وتعذيبهما حتى يعترفا بما إتهمتهما به سمو الأميرة ، ولما إعترفا تحت وطأة التعذيب البشع صدر الحكم عليهما بالحبس 7 سنوات وألف خمسمائة جلدة لكل منهما ... ولما إستأنف أحدهما ، الدكتور رءوف أمين ، الحكم الصادر ضده ، صدر عليه حكم جديد بالحبس 15 عاما بدلا من سبع سنوات .... عقابا له ، فيما يبدو ، على إستئناف الحكم الأول والإعتراض على مشيئة سمو الأميرة فى التنكيل به ...

ونحن هنا نتساءل : لو كان هذان الطبيبان إنجليزيين أو أمريكيين هل كانت السلطة السعودية تجرؤ على جلدهما وحبسهما ؟

بل وهل كان بمقدور السلطة السعودية أن تقبض عليهما من الأساس ؟؟

الإجابة طبعا معروفة فالغربيون فى السعودية معاملتهم تختلف تماما عن معاملة العرب المسلمين ... ولقد قالت زوجة الدكتور رءوف أمين لجريدة الوفد : (( إن الأمر كله فى يد الأميرة السعودية فهى تستطيع أن تظلم وأن تعفو بالتليفون )) ..

والمعنى هنا أن القانون فى السعودية يتفاوت تطبيقه على الناس تماما ، بإختلاف الجنسيات والنفوذ والمكانة الإجتماعية ....وفى هذا إنتفاء لفكرة العدالة من أساسها .. إن الظلم الذى يتعرض له مئات الألوف من المصريين فى السعودية ، وهذا الإحتقار من السلطات السعودية للمصريين ، وهذا التخاذل المشين من قبل الحكومة المصرية عن حماية المصريين فى السعودية .. كل هذا ليس بجديد .. لكن ما يستحق التأمل أن هذا الظلم الفاحش الذى وقع على الطبيبين المصريين .... إعتبرته السلطات السعودية تنفيذا لشريعة الإسلام ....

وهنا تصدمنا ظاهرة التدين البديل التى كتبت عنها من قبل ، عندما يستبدل الناس بجوهر الإسلام ومبادئه الحقيقية ، الطقوس والمظاهر ... عندما لا نرى فى الإسلام دفاعا عن الحق والعدل والحرية وإنما نقصره على الحجاب وأداء صلاة الجماعة ..

إن ظاهرة التدين البديل قد نشأت أصلا فى المملكة السعودية ثم إنتشرت منها إلى أنحاء المعمورة .

فالسلطات السعودية التى تمنع الإختلاط فى المدارس وتحرم التمثيل ونحت التماثيل والتى تجبر الناس عنوة على أداء الصلاة وتمنع المرأة من قيادة السيارة وتنهرها وتضربها إذا كشفت شعرها أو جزءا من قدمها . هذه السلطة المتشددة فى المظاهر لا تجد غضاضة فى إقامة قواعد للجنود الأمريكيين فى السعودية ليشنوا منها حروب إبادة ضد المسلمين فى البلاد المجاورة , ولا تجد حرجا فى أن تضع الثروات الطائلة التى تقدر بتريليونات الدولارات فى البنوك الأمريكية "" الكافرة "" بينما تحرم البنوك فى العالم الإسلامى من الإنتفاع بها .. وهذه السلطة السعودية المتشددة فى المظاهر لا تتورع عن إرتكاب أكبر أشكال الظلم الفاحش ضد المقيمين غير السعوديين ....

بدءا من الإستيلاء على أجورهم لصالح الكفيل وحتى إذلالهم وضربهم وحبسهم لو خالفوا أوامر سيدهم السعودى ..

ولنقارن هنا بين القاضى الإنجليزى والقاضى السعودى .. فالقاضى الإنجليزى ، غير المسلم ، الذى لم يزعم أبدا إنه ينفذ شريعة الله، إحتكم إلى ضميره الإنسانى والمهنى وإلى قانون ديمقراطى يحرم تجريم الناس على أفكارهم فأطلق سراح شخص دعا إلى تكفير الآخرين وذبحهم .. أما القاضى السعودى فهو يزعم أنه يمثل الإسلام لكنه يصدر أحكاما ظالمة إرضاء لسمو الأميرة ...

إن القاضى الإنجليزى فى رأيى أكثر إسلاما من الشيخ السعودى، لأنه ينفذ العدل وهو الأساس الأول للإسلام .. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد , والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ..)) .

إن مأساة الطبيبين المصريين تدل على مدى الهوان الذى وصل إليه المصريون فى الخارج والداخل بسبب النظام الفاسد الظالم الذى يحكم مصر .. لكنها أيضا تقدم لنا نموذجا عمليا على بشاعة التدين البديل ونفاقه وأكاذيبه ...

إن الدين يتحول دائما إلى طاقة إنسانية إصلاحية عظيمة عندما يفهم على أساس دفاعه عن حقوق الإنسان وكرامته .. لكننا فى اللحظة التى نقصر فيها رؤيتنا للدين على المظاهر والطقوس نصبح مؤهلين لإرتكاب أسوأ أنواع الرزائل .. لأننا بفهمنا القاصر للدين نعطل إحساسنا الفطرى بالضمير، وبالتالى نطلق لأنفسنا العنان فى إرضاء مصالحنا ونزواتنا ونحن مطمئنون إننا قد أدينا الصلوات فى أوقاتها .

إن الإسلام قد أبدع حضارته العظمى عندما دافع عن الحق والعدل والحرية والمساواة ...

أما فى أزمنة الإنحطاط فقد إنفصلت العقيدة عن السلوك عند المسلمين فتخلفوا حتى صاروا فى مؤخرة الأمم .

ولن ينهض العرب والمسلمون إلا عندما يستعيدون فهمهم الصحيح للإسلام , وما لم يحدث ذلك ... فسوف نظل مشغولين بالتشاجر حول الحجاب والنقاب وإعفاء اللحية وإرتداء الدبلة الذهبية , بينما نحن نظلم أنفسنا ونظلم الآخرين