Friday, December 21

حد فاهم حاجة؟


ف يوم وأنا راجعة البيت ف عز الزحمة, وطبعا الشارع واقف ومفيش أي أمل ان الناس دي تروح ف يومها الاسود.. لقيت خير اللهم أجعله خير عربية من بتوع السرفيس اللي بيسوقها فصيلة نادرة من السواقين اسمهم عفاريت الأسفلت, وهو أسم على مسمى خصوصا إنك بتلاقي الواحد منهم إذ فجأتا ظهر قدامك كأنه فعلا عفريت طلع من تحت الأسفلت.. المهم طبعا العفريت طلع بقدرة قادر قدامي رغم ان الشارع واقف تماما كأننا ف متحف الشمع. فرحت طبعا ان عملية الجلا جلا دي تمت من غير خساير, هو حد يقدر يعترض وللا يزعل من العفاريت؟


العروسة اللي كان سايقها الباشا كانت متعبية بشر فشر علبة السردين.. بس الصراحة كانت زي الفل, كأنها لسة طلعة من مكنة الغسيل اللي بتلف بتاعة البنزينة اللي عديت عليها من نص ساعة ومع ذلك أقدر أشوفها ف المراية, بما أن السرعة ف الشارع ده حدها الأقصى 5 كيلو ف اليوم. مش مشكلة, الواحد اتعود. أهو ع الأقل السرفيس اللي قدامي مش مهكعة, ولا بتطلع هباب إسود, ولا شكلها مؤذي للعين.. يعني الواحد المفروض يفرح إن حظه طلع حلو.. والفضل ف ده أكيد يرجع لعناية الباشا العفريت الفائقة بالعربية.


وطبعا العروسة مش أقل من باقي السرافيس اللي ف البلد, يعني لازم السواق يدلعها بكلمتين ع الإزاز الوراني أو الرفرف.. حاجة كدة لزوم العين أو تخليد لفلذات أكباده, وهو حتى الزباين يعرفوا ينادوله يقولوله يا أبو مين. المهم قلت الوقفة شكلها هتطول, أما أشوف الباشا كاتب إيه, أهو نوع من التسلية والفضول برضه.. بضرب بعيني كده لقيته كاتب أروع حكمة ممكن يوصلها أي واحد عايش ف مصر! وقلت ف عقل بالي "يخرب عقلك, دا انتا عبقري!".. الصراحة مقدرتش أداري إعجابي باللي قرايته, وقلت لازم الحكمة دي تشوف النور. ومن يومها وأنا بقولها لنفسي, وأكتبها قدامي إن لزم الأمر عشان أفتكر هذا التحليل العبقري اللي خلاني اتأكد من سلامة قواي العقلية.


أشكر الزحمة, والمرور, والسرفيس, والفيلسوف الكبير عفريت الأسفلت على ظهوره المفاجيء ووقوفه الميمون أمامي.. وقد كتب باللون الأحمر على زجاج عربته الخلفي: محدش فاهم حاجة